كأس التميز وضربات جزاء .. (1) .
كتب - مأمون الفداوي (مقالات لاعضاء الرابطه)
يتميز جمهور الكرة في مصر بالوعي الكافي والإدراك العميق الذي يمكنه من الحكم على الأمور بشفافية .. ولذا فإننا سنحتكم أسبوعيا لصوت الجماهير وردود أفعالها كمعيار لاختيار من يستحق منحه كأس التميز .. ومن يستحق العقاب بضربة جزاء من بين عناصر كرة القدم في مصر .. فجمهورنا الواعي هو الترمومتر الحقيقي لإصدار الحكم النهائي ... فتابعونا .
•كأس التميز يمنحه الجمهور للدكتور / علاء صادق
الدكتور علاء صادق طبيب بشرى عشق مهنة الصحافة وبالتحديد النقد الرياضي ، حرص منذ كان طالباً في كلية الطب على شراء كل المجلات والكتب والجرائد الرياضية ليرتوي منها ويشبع رغبة عارمة تعترى أوصاله في المضي قدما تجاه مجالا أحبه بلا مقدمات ، اختلف كثيرا مع الوالد الذي كان يريده طبيبا شهيرا ، فيما كان يحلم نجمنا بالعمل في مجال الإعلام وبالتحديد النقد الرياضي .. ولم يحرم الدكتور علاء والده من أمنيته في رؤية ابنه وقد صار طبيبا .. ولكن في ذات الوقت لم يفارق الحلم مخيلة الابن في الدخول إلى عالم النقد الرياضي المقروء والمرئي والمسموع .
وتمر السنوات وتستوي الصعوبات والمطيات والعقبات تحت أقدام الإرادة لدى الدكتور علاء ، حتى تدرج في المناصب ووصل إلى ما وصل إليه فصار ملء السمع والبصر ، وكانت له طريقته المميزة ، وجرأته في الحق، وحضوره الأخاذ ، فارتقى إلى أقصى مراتب الاحترام والتقدير العقلي لدى الجمهور ، ثم اخترق القلوب ، وما أعظم من يكسب احترامك قبل حبك فيكون الحكم عليه بالعقل قبل القلب ، فتستوي حوله الآراء بميزان العقل الذي لا تهزه تموجات العواطف ولا تؤثر فيه الأهواء ثم يحجز له مكاناً في قلبك فتحبه وتحترمه ، وما أجلها نعمة أن يعتلى إنسان مرتبة الحب والاحترام لدى أصحاب العقول المستنيرة التي لا تريد إلا الصحيح في زمن اعوجت فيه كثيرا من الدروب ، وتلونت الوجوه بأقنعة الزيف ، وباتت كلمة الحق عزيزة وتاه كثير من شعاع الحق بين دروب الباطل .
الدكتور علاء صادق كان جريئاً قويا في الحق حينما أعلن رأيه وبالأدلة الدامغة فيما ارتكبه العرجون من جرائم أدت إلى ضياع جهد عام كامل لفريق الأهلي حينما منح كأس الأندية الأفريقية للأندية لمن لا يستحق على حساب العدالة والحق .
و كان صادقاً مع نفسه ومع جماهيره التي احترمته قبل أن تحبه في تناوله لقضية الهارب ، ولم يرتدى يوماً أقنعة التلون ولم يصبه الغرض ، فنطق الحق بلا رتوش .
و كان أكثر شجاعة وهو يعلن أن حكامنا هم سبب قوى فيما وصل إليه حال الكرة وحال لاعبونا وهو من قام بتعرية تمثيلية جمال حمزه ومحاولته الحصول على ضربة جزاء وهمية .. ولولا أن الحكم إيطالي لا يعرف جمال لاحتسبها ضربة جزاء كما عوده على ذلك حكامنا الأشاوس .. ولو كشفها حكم مصري وفعل ما فعله الحكم الأجنبي ومنح الإنذار للاعب الممثل، لكانت كارثة لا يعلم مداها إلا الله من جراء رد الفعل المتوقع من لاعبي وجماهير الزمالك في مثل هذه المواقف .- كأس التميز :
ولذا وبناءاً على كل ما سبق وغيره فإن الجمهور يا دكتور علاء يمنحك بكل التقدير كأس التميز والتفوق .. فأنت تستحق .
•ضربة جزاء يعلنها الجمهور ضد الكابتن / حسن شحاته :
اشتهر الكابتن حسن شحاته المدير الفني لمنتخبنا الوطني فى الماضي بالمهارة والأخلاق طوال حياته كلاعب كره فى ناديه وفى منتخب مصر .. وكذلك في مجال عمله التدريبي حيث بدأ من الصفر مدرباً صغيرا لأندية الدرجة الثانية إلى أن أكرمه الله وصعد درجات السلم التدريبي حتى تولى أعلى منصب لمدير فني كروي في مصر بقيادته للمنتخب الوطني وزاد الله عليه في كرمه فحصل على بطولتين للأمم فى سابقة تاريخية لجميع المدربين المصريين ، وليس مهما كيف فاز بهما فالأهم أنه فاز وحقق أحلام الجماهير .
ولقد نال شحاته رصيداً هائلا من حب واحترام الجماهير على اختلاف ميولها لأنه تمسك بالقيم والأخلاقيات كمبدأ راسخ منذ أن عهد إليه المسؤلين بمسؤلية قيادة المنتخب ، فلم يرضخ يوماً للاعب تجاوز الخطوط الحمراء مع ناديه بالانضمام للمنتخب ولم يحابى لاعب على حساب المصلحة العامة ، فمن لا يلعب أساسياً في ناديه لن يلج أبواب المنتخب ، ولم ينجرف إلى لعبة التوازنات فى اختياراته للاعبين و التي طالماً كانت سبباً في فشل كثير من سابقيه بسبب حرصهم على أن يكون عدد اللاعبين من فريق الأهلي موازياً لعدد نظرائهم من الزمالك ومثلهم اسماعيلى حتى لو لم يكن يستحق أحدهم اللعب فى صفوف المنتخب وذلك لكسب رضا وتعاطف الجميع.
ومعلوم أن من يسير فى الاتجاه الصحيح لا يمكن ان يرضى جميع الأطراف لاختلاف التوجهات والرؤى والنوايا ولن يرضى جميع الأطراف إلا المتلون ، والتلون من علامات النفاق التي لا يستقيم معها العمل أبدا ، وإن تحقق نجاحاً وهميا من وراء النفاق فهو إلى زوال سريع .. ولكن الكابتن شحاته استقام فاستقامت له كل الأمور واختار بحياد من يستطيع تحمل مسؤلية الدفاع عن أحلام المصريين جميعا دون النظر إلى ألوان أو انتماءات فكان النصيب الأوفر للاعبي الأهلي ، الأعلى كعباً والأميز مهارة وفنا والأجدر على حمل راية الدفاع عن سمعة المنتخب فى المعتركات الرياضية مع رفقائهم من باقي الأندية فى هذا التوقيت .. فكان هذا الحرص على ضم الأفضل من أبرز وأقوى أسباب نجاحاته .
ولكل هذا تعاطفنا معه والتف حوله كل من سموا بمصلحة البلد فوق أى منفعة شخصية فكانت كل نجاحات شحاته التى رفعته إلى عنان السماء .
ولكن وأه من لكن ، نراك يا( أبا على ) وقد استدارت وجهتك وبدأت السير في الطريق المعكوس ، وكان تصريحك بأن الهارب هو الحارس الأساسي في المنتخب فى مباراة الأرجنتين الودية الدولية القادمة وما بعدها ، وأنه لا شأن لك بمشكلته مع ناديه ، ضارباً كل القيم والمبادىء بسهم والتهور الذي لا نراه من شيمك , ولن يكون يوماً لصالحك .
- ضربة جزاء :
ولذا وبسبب تصريحاتك الأخيرة فإن صافرة الجمهور تعلن معاقبتك يا كابتن شحاتة بضربة جزاء صحيحة .
لو تمسكت بالمخالفة ولم ترجع عما قلت ، فسوف تسدد الجماهير ضربة الجزاء لتكون هدفاً في مرمى تاريخك العريض ، وستخسر الكثير من رصيدك لدى هذه الجماهير التي رفعتك وكانت سببا مهما فيما أنت فيه الآن ، ولو عدت لرشدك ستتمكن من التصدي لضربة الجزاء .. ولكن احذر يا كابتن ، فربما مع ضربة الجزاء القادمة يخرج لك الجمهور الكارت الأحمر .. وليست فى كل مرة تسلم الجرة .
•وقت إضافي :
وفى الوقت الإضافي سألنا جمهورنا الواعي عن مخالفة (البيه) الأبيض في حق رابطة الأهلي و البيان الخايب الذي صدر بهذا الشأن وما كان يمكن أن يسببه من تداعيات خطيرة وكوارث لا يعلم مداها إلا الله وخاصة أن الجمهور إذا اتحد يصعب تفريقه .. لولا أن الله سلم وكانت ردود أفعال رابطة الاهلى الرائدة قد اتسمت بالاتزان والتروي .. سألنا الجمهور هل يستحق البيه أن نعاقبة بضربة جزاء فجاء الرد الجماعي .. إن (المذكور أعلاه ) لا يستحق حتى مجرد ذكر اسمه .
_________________